الأربعاء، 11 مايو 2016

#تأملات .. الحُب .


مَدخل 💭 :
( بينَ الحُب و "وهم الحُب" شعره ، حين تنقطع يبين الفرق ..
الحُب أصلٌ ثابتٌ فرعه في السماء ، و وهم الحُب أضغاث أحلامٍ و افتراء .. ! )

 ما أكثر المصابين بـ"وهم الحُب" و ما أقل أهل الحُب السماويّ .. الحب ظُلِم كثيراً ، وشُوّهت صورته كثيراً ، ولُوّن بألوان باهتة لاتليق ببياضه الناصع ..
ولستُ في مقام محاماةٍ ودفاع لكنني أرجو أن أكون منصفة لهذا الحب ، الذي عاث به أكثر الناس ، و أخذ يكتب من يكتب باسم الحب دون أن يكترث هل هو مصيب أم مخطىء ! هل هو منصف أم مجحف .. فالحب في نظرهم حق مباح للجميع يكتبه كيف يراه و كيف يبدو له .. و لستُ أُبرىء نفسي و إن النفس لتتوه كثيراً عند مفترق طرق الحياة الحتمية و إن الحقائق لتختفي في ضباب الأفق لوهلات ولكنها حتماً تبين ، و هاقد بانت في عيني أولى الحقائق عن ماهية هذا الحب ، الحب الذي قد جعله الله سبباً في أن يُظل أهله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ! 

إنّ للحبِ أصلٌ ثابت في لُب القلب .. هو " حُب الله " ، هذا الأصل متأصل في جذور القلب ، لا يزلزله شيء ، لا يقتلعه شيء ، إنه ثابت ، بل قائمٌ به القلب ، إنه حين يكون كذلك في قلب المؤمن تنتشر الفروع المباركة في صدره و في روحه حتى تملأ جوفه نوراً و بركة ثم تتفرع إلى النظرة  للحياة و التعامل مع معطياتها فيرى الحياة بنظرة حسنة لا يشوبها بشاعة الظنون ولا تشاؤم النفوس !! يتعاطى مع الحياة بإيمان و بثقة أن الله لا يضيع أجره ، لا يضيع عمله ، يثق أن حبيبه لا يريد به إلا كل خير مهما كان ظاهر الأمر فإن الباطن كله خير !!  ، يتوكل على ربه كل صباح ثم ينطلق في الأرض عملاً و إصلاحاً ، متسلحاً بتوكله على ربه و متأنساً بذكر حبيبه تبارك و تعالى ، إنه مؤمن مُحب .

ثم تتفرع تلك الفروع إلى الظاهر من الأقوال و الأفعال ، فيكون قوله كله حسن ، و فعله كله حسن ، يعكسان إيمانه القوي و حبه الصادق و نظرته المحبة إلى الله و إلى الحياة ، إنه حين يخطىء ذلك المحب يهرع إلى حبيبه بقلبٍ وجلان و دمعٍ منهمر ، يتبتّلُ إليه و يناجيه ، يستغفره و يشكو إليه ، إنه لا يتأخر في ذلك و لا يمل منه ، إنه مؤمن مُحب أوّاب .

و بعد أن تغطي هذه الفروع جوانب حياة المؤمن المحب الصادق تصعد إلى السماء فتكون مجرى وقود و طاقة يسقي الفروع و يروي الجذور .. 
هذا الأصل الثابت و فروعه المنتشرة في كل جانب حين 
يغذيها حب الله -على بيّنة- يكون للحب معدنٌ سماوي فيسعد به من عرفه و جربّه ، و يشقى به من جهله و تجاهله !! 
حب الله ليس كلاماً يردد ، بل فعلاً يُمارس و طعماً يُذاق و أُنساً لا ينتهي .. 

حين نعرف الله حق المعرفة نكون قد تكون بداخلنا أصل الحب الثابت ، و حين نسعى إلى الله قلباً و قالباً و روحاً و عقلاً يتجلى الحب السماوي بفروعه المباركة في أسمى و أطهر صورة ..

الحب السماوي يجعل القلب رقيقاً و القول ليناً و الفعل حسناً ، ينعكس على علاقاتنا و على تعاملاتنا و على سَكَناتِنا و همساتنا .. يبين في أدق الأشياء ، يجعل من كل الأشياء تبدو بصورة بِلّورية فيها من السماحة و الحب و التصالح ما يطيب به العيش و تسمو به الروح ..

لم أُفصّل في وهم الحب ، لأنه وهم ، و الوهم يبينُ بضده الحقيقة ، و الحقيقة لا تأتي على طبقٍ من ذهب بل يُسعى إليها ، لذا اسعوا إلى معرفة الله كما يجب و تطبيق الحب كما يجب ثم انظروا كيف تتسلسل التغيرات في قلوبكم و أرواحكم و حياتكم كلها ... 

نجوى محمد
مايو 2016

هناك تعليق واحد:

  1. شكراً لبوحك الإيماني الجميل

    غازي العمري

    ردحذف